بينما نحن نرفض زج الدين في السياسة حفاظا على طهارته من خبثها وانعدام أخلاقها ،يصر الملتحون ومن في قلوبهم لحية ولو لم تظهر في ذقونهم ،ان السياسة دين ودنيا ،سيف وقرآن!!. لفت انتباهي اليوم أن هناك مجالات أخرى لا علاقة لها بالدين أصبحت بالطقوسالدينية كشعيرة من شعائر الله !.انه عالم الرياضة،حيث لفت انتباهي اليوم و انا أتابع مباراتي مصر وغانا ثم الجزائر و بوركينافاسو أن الدين فرض نفسه في المواجهتين !. وجدير بالذكر أن الطقوس الدينية في المواجهات الرياضية. لا تقتصر على الدين الاسلامي و المسلمين فحسب بل تتعداهما الى باقي الاديان وباقي الاقوام ،لكن إصرار المسلمين على توظيف الدين في المجال الرياضي عامة و الكروي خاصة أجل وأعظم من كل الأقوام الاخرى !.فقبل بداية المقابلة المصيرية التي جمعت بين المنتخب المصري بنظيره الغاني شوهد معظم اللاعبين المصريين يرفعون ايديهم الى السماء في غشوع تام عل الله ينصرهم في هذه المواجهة المستحيل النصر فيها ،و العدوى لم تقتصر على لاعبي المربع المستطيل وطاقم الاحتياط بل شملت وبقوة كل المنتديات الرياضية المصرية على الانترنيت التي ملئها أنصار الفريق المصري بكل انواع الدعوات والآيات القرآنية لربح المقابلة !!ويتكرر نفس السيناريو في مقابلة الجزائر و بوركينافاسو ،والغريب في هذه المواجهة ان كلا الفريقين مسلمين يرفع كلا لاعبيه قبيل المواجهة صلواتهما الى نفس الاله ،فهل النصر في مثل هاته المقابلة تأتّى بفعل الحظور البدني و الانقياد التكتيكي للاعبين ،ام بمن له الأسبقية في الاستجابة لدعاواته من طرف الله ؟؟!.موضوع زج الدين في المواجهات الكروية لم يكن وليد هاتين المواجهتين بل لاحظته في اكثر من مواجهة رياضية ،فالمنتخب المصري بعدما كان يضم في صفوفه لاعبين مسلمين الى جانب الأقباط المسيحيين حيث كان اللاعب يعزز صفوف منتخب الفراعنة من زاوية تألقه مع ناديه بغض النظر عن دينه ،اصبح هذا المنتخب منذ عقد من الزمن يشترط الاسلام دينا للاعب وإِستبعِد الأقباط ولو كانوا مهرة في اللعبة ! فلا مكان لمن لا يسجد لله في رقعة الملعب بعد كل هدف في منتخب اصبح يلقب ب "منتخب الساجدين"!!.لأول مرة يتفق غالبية المسلمين في المواجهة الكروية البرتغالية و السويدية على تشجيع المنتخب البرتغالي ليس حبا في رونالدو او بيبّي بل كرها في إبراهيموفيتش والسبب ديني محظ،فاللاعب الذي ولد من أب بوسني مسلم وأم كرواتية كاثوليكية كان الكل يعتبره مسلما ووشم "ابراهيم " باللغة العربية على ساعده هي حجة من قاسم رئيس الحكومة المغربية الرأي في رده على نور الدين عيوش المطالب بتدريج التعليم الذي قال له في رده ان "أن العربية هي الدين!!". ليسلم الكل ان هزيمة السويد ليست بالتفوق التقني للبرتغال بل بنزول غضبة الله على كل المنتخب السويدي الذي لا ذنب له الا تطاول احد لاعبيه والذي هو إبراهيموفيتش على الذات الإلهية ونطق كفرا بهذا الاله فاستحق بذالك كل فريقه الهزيمة !!!!،إن المواجهة الرياضية عامة و الكروية خاصة لا تخضع لمنطق علمي ثابت كما ان الانتصار لا يتأتى بما تحمله القلوب من قوة الإيمان وبما يردده اللسان من كثرة الصلاة،بل إن الانتصارات فيها تخضع بنسبة عالية بالاستعداد البدني الجيد والانضباط التكتيكي في الممارسة ،ولا ينفع لتحقيق الانتصار حفظ القرآن بقراءاته السبع ولا قراءة سورة الإخلاص ثلاثا قبل المواجهة ،فلو كان الامر كذالك لكانت الألقاب العالمية حكرا على الدول الاسلامية ،ولكان الفقهاء ورجال الدين أولى بمناصب في التشكيلة الرسمية لأي منتخب يرغب الحسم في المواجهة !!!.
0 commentaires:
إرسال تعليق