لعفاس برس متابعة / تنجداد5
ترعرع وتربى وسط قصورها، شاءت الأقدار أن يسقط في بئر بقريته عندما كان في الثامنة من عمره، ولأن المنظومة الصحية في مدننا وقرانا في خبر كان، فإن الأم التجأت إلى الطرق التقليدية لعلاج كسر في اليد اليمنى لابنها، بعد مدة بدأت الذراع تتعفن وحتم الوضع نقله إلى المستشفى فكان البتر أمرا مستعجلا.
وكأي فتى من هذه المناطق كبر وكبر معه حلم الهجرة إلى الضفة الأخرى، فمهد لذلك عبر سفره إلى المدن الشمالية، هناك جاهد وتحمل من أجل ضمان لقمة عيشه، و بعد تكرار المحاولات استطاع أن يصل إلى جزيرة "فينتورا" وعمره لا يتعدى 15 سنة، بعد اختبائه في الجبل لمدة خمسة أيام بدون أكل وشرب ، اعتقله الحرس المدني ووضعه بمركز للإيواء، فهرب بحثا عن فرص أفضل، فتم إدخاله إلى مركز للإيواء ببرشلونة، هناك بدأ الركض فاكتشفه المدرب "هيكتور غارسيا" الذي صقل موهبته ومنحه فرصة المشاركة في ملتقيات محلية باسبانيا، فكان يحصد ألقابها، ليبدأ التفكير في منحه الجنسية ، وبالفعل منحته السلطات الاسبانية الجنسية و المنحة، فمهدت له الطريق نحو المشاركة في الألعاب الموازية الخاصة بالمعاقين ببكين سنة 2008، فكان عند الحدث وحصد الميدالية الفضية في مسافة 1500 متر ليصنع أفراح دولة منحته كل الأجواء ليصير بطلا.
ايت خموش وغيره كثيرون في ميادين مختلفة ، مواهب لم يمنحها مغربنا العميق سوى آلام الانتظار وآهات النسيان، فقرروا أي يصنعوا حلمهم في بلاد ومدن تعترف بالموهبة.
0 commentaires:
إرسال تعليق