لعفاس برس ـــ محمد برشي
تجتاح موجة البرد القارس اغلب ولايات أمريكا حيث وصلت درجة الحرارة في بعض المناطق الى مستويات قياسية ففي ليلة أمس لامست درجة الحرارة في غرب فرجينيا 53 درجة تحت الصفر !!! وفي واشنطن وصلت اليوم الى 16 درجة مئوية تحت الصفر ،ومن سوء حظ الذين يقتاتون من الدين في بلادنا والذين يتخذون من هذه المواقف الصعبة التي تعيشها أمريكا الكافرة كحجة على انتقام الله منهم لأنهم ضلّوا سواء السبيل ،من سوء حظهم قلت ان هذه الموجة تزامنت مع ما إسطلح على تسميته ب " ميني التسونامي" الذي ضرب السواحل المغربية فحول مدنه الى أكوام من الحجارة والازبال فأصبحت مناظرها كأوراش بناء مهجورة منذ زمن بعيد !.
صحيح ان أمريكا تعرضت لكارثة جوية خطيرة لو تعرض لها المغرب لتجمد الغائط في إست المواطن بشكل لن تذيبه الخطب الشعبوية لبنكيران او الشطحات البهلوانية لشباط ،
فمن موقع الحدث بإمريكا ورغم الزمهرير المفرط جرت مباراة في كرة القدم الامريكية بين فريق "غرين باي" وغريمه "سان فرانسيسكو"في درجة حرارة وصلت الى 25 درجة تحت الصفر قدم فيها الفريقين مبارة في غاية المتعة بحضور جمهور قدر ب 45 الف متفرج وزعت عليهم كؤوس القهوة وشطائر الحلوى مكافأة لهم على حضورهم للملعب رغم البرد القارس !!
المسؤولين في الولايات المتحدة انصب اهتمامهم في هذه الظروف ليس فقط على أرواح المواطنين بل حتى على أرواح الحيوانات ،ففي الحدائق الوطنية للحيوانات جُمعت هذه الاخيرة في بيوت تم تزويدها بمدفآت!!!. وغزارة الطرائف لا تتوقف عند هذا الحد في مثل هذه الظروف حيث أذيع خبر في إحدى قنوات فرجينيا يحث كل مواطن لا يرغب في إدخال حيواناته الأليفة الى بيته ان يأتي بها الى مأوى خاص بها الى حين زوال الموجة !!
بعض تجار الدين في بلادنا أصروا في بعض المواقع الالكترونية ان هذه الموجة تعبير عن غضب الله من الابليس الامريكي ،والجمل يرى دائماً حدبة غيره من الجمال ويتجاهل حدبته ،اوليس الجفاف الرهيب المزمن الذي يجتاح بلادنا اكثر بأسا من موجة برد عابرة ستمر غداً او بعد غد ،او ليست حصيلة الأرواح في موجة أمريكا التي هي 16 قتيلا احد عشر منهم لقوا مصرعهم بحوادث سير سببها سوء احوال الطقس او ليست هذه الحصيلة مهملة امام قتلانا في الطرقات في طقس مثالي فما بالك بطقس متقلب !!؟
إذا كانت موجة البرد التي تجتاح أمريكا هي بمثابة غضبة الله ،فما ذنبنا نحن المهاجرين حتى نعاني كما يعاني الكفار "إن كانت هناك معاناة طبعا"!.
ما قول تجار الدين ابطال الشماتة في مصائب أقوام لا يتدينون بدينهم في هذه الصورة لمدينة الرباط التي جعلتها أمواج البحر تبدوا كعاصمة السيراليون إبان الصراع على السلطة بين الحاج بابا سنكوح وأحمد تيجان كبّاح؟؟!.
0 commentaires:
إرسال تعليق