لعفاس برس-عزيز موكال
يستعدُّ نادي الإتحاد الرياضي آزرو لعقد ندوة صحفية سيدعو إليها كافة المنابر الصحفية الوطنية و المحلية لتوضيح مختلف جوانب الأزمة المالية الخانقة التي يمر منها النادي الممارس بالقسم الثاني هواة ، فقد صرّح السيد عبد الرحمان إعلامن الكاتب العام للفريق الأخضر ،أن الندوة الصحفية السالفة الذكر جاءت كردٍّ على سياسة التجاهل و الأذان الصمّاء التي تبناها المسؤولون و مختلف الفاعلين بالمدينة تجاه الأزمة المالية التي يعيشها الفريق رغم أجراس الإنذار التي دُقت من طرف المكتب المسيِّر منذ مدة .
و تعود أسباب الأزمة أساسا إلى هزالة المنح التي يتلقاها النادي من المجالس المحلية و الإقليمية رغم كونه الفريق الوحيد الممثل للإقليم بقسم الهواة ،حيث تبلغ منحة المجلس البلدي خمسون ألف درهم و منحة المجلس الإقليمي ستون ألف درهم و هي مبالغ تبقى دون المستوى و تساهم في قتل ممارسة رياضة كرة القدم بمدينة آزرو أكثر من أي شيء آخر.
و لعل المتتبع الرياضي سيتفطَّن إلى أن المشكل المادي المرتبط أساسا بهزالة المنح كان عبر التاريخ سببا رئيسا في تفكُّك الكثير من الفرق المحلية و اندثارها ،كالنادي الرياضي آزرو و فريق أمل أحداف ،حيث يُرمى الثقل كله على عاتق المكاتب المسيِّرة التي بسبب قصر اليد تبقى تدور في حلقة مفرغة تفظي في الأخير إلى استسلامها و الإستقالة الجماعية و هو الأمر الذي هدّد به المكتب المسيِّر الحالي الذي وجد نفسه مكبَّلا بأزمة مالية خانقة من جهة و عدم إكثرات السّاكنة و المسؤولين من جهة ثانية.
حان الوقت لأن يعيد المسؤولون المحليون و الإقليميون النّظر في الدعم المادي الموجه لأندية كرة القدم بالمدينة إن هم أرادوا فعلا الإرتقاء بهذه الرياضة لتكون قاطرة للتنمية الإقتصادية و التماسك الإجتماعي و من أجل فتح المجال أمام الشباب لتطوير مهاراتهم و الإبتعاد عن كل أسباب الإنحراف و جعل مدينة آزرو مدينة للرياضة بإمتياز و محو الصورة النمطية السيئة التي لطالما ارتبطت بها و التي مرغت سمعتها في الأرض لعقود و كلها أهداف لا يمكن تحقيقها إلَّا بالتمويل الكافي و بالمواكبة ،تمويل يرقى إلى ما تُنفقه مدن مجاورة لمدينة الصخرة أو بحجمها :فسرد بعض الأمثلة لحجم المنح التي تضخها مجالس بعض المدن في خزينة فرقها سيوضح البَوْن الشاسع بيننا و بينهم :ففريق حد السوالم الذي نازله نادي الإتحاد الرياضي آزرو في مباراة ودية الصيف الماضي تبلغ ميزانيته أكثر من مئة مليون سنتيم و نادي ريال مولاي عبد الله الجديدي الذي أجرى تربُّصا بمدينة آزرو شهر غشت الماضي يتلقى أكثر من ستين مليون سنتيم من ميزانية المجلس المحلي وحده، بالرغم من أنه يمارس بالقسم الشرفي فقط ،ما منحه قوة مالية مكَّنته من خطف ثلاثة لاعبين آزرويين كان يُنظر إليهم على أنّهم مستقبل الفريق ، نفس الأمر بالنسبة لكافة الفرق التي سيواجهها نادي الإتحاد الرياضي آزرو خلال هذا الموسم.
مدينة آزرو شهدت في السنتين الأخيرتين صحوة رياضية تمثل جانب كبير منها في إمتلاكها فريقا إستطاع إعادة الروح إلى كرة القدم المحلية بعد سنوات عجاف ،حيث تمكَّن من تحقيق الصعود خلال موسمين متتاليين ،إلى أن بات يمارس بقسم الهواة الذي يتطلَّب الكثير من المصاريف بحكم كثرة المباريات و طول مسافات تنقل الفريق ،علاوة على حاجيات المبيت و التغذية و منح اللاعبين و المدربين (و الذين بالمناسبة لم يتلقوا أيّ فلس هذا الموسم) و هي أمور لا يأخذها القَيِّمون على توزيع المنح المالية المُقدَّمة للجمعيات الرياضية في الحُسبان ،التي تبقى ثابتة القيمة ،الشيء الذي يُظهر غياب أي إستراتيجية واضحة و واقعية للارتقاء بكرة القدم المحلية لدى هؤلاء و عشوائية عمياء لم تزحزح فريقا تأسس منذ الثلاثينات قيد أُنْملة ،في وقتٍ أضحت الكثير من الفرق التي كانت في زمن غير بعيد خصوما لنادي الإتحاد الرياضي آزرو ،من الفرق الممارسة بالبطولة الإحترافية اليوم كنهضة بركان و شباب الريف الحسيمي.
اليوم أصبح محتما التحرُّك بسرعة من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه في وقت باتت بوادر إعلان إعتذار عام عن مواصلة منافسات هذا الموسم تلوح في الأفق تحت إكراهات الأزمة المالية و التي لا يمكن تجاوزها إلَّا بإجراءين إثنين:
الأول: بضخ منحة إضافية تأخذ بعين الإعتبار ما ورد من حاجيات حتى يستطيع الفريق مواصة المنافسات و يستعيد توازنه و انتشال نفسه من المرتبة المخيِّبة للآمال التي يقبع بها.
ثانيا: تغيير فلسفة المنح المقنعة و التي لم تُسفر عن أي نتيجة سوى تكريس دوّامة الأزمات التي تعيشها الفرق الرياضية ،و مواكبتها ماديا عبر إبرام" عقود برامج " تقوم من خلاله الجهات المانحة (المجالس) بضخ ميزانيات مهمة خلال سنوات محددة ،تتناقص بشكل تدريجي إلى أن تتمكن الأندية في نهايتها من امتلاك مصادر ذاتية لتمويل أنشطتها.
0 commentaires:
إرسال تعليق