عزيز الصوفي
هم كثيرون أصحاب النحو و اللغة و الفكر ، صحيح أن الإعلام له دور فعال في التنمية المسدامة .فسكان الجنوب الشرقي يعقدون الآمال على الأقلام الجادة و ينفرون من الأقلام المأجورة لأنه في اعتقادي أن الساكنة ذكية و ليست بليدة ويعرفون تمام المعرفة أن الإعلام الناجح هو الذي يلتصق بهمومهم و معاناتهم .
فهم يديرون الظهر الى ذاك الذي يسخر قلمه بدريهمات بخيسة و يعارض تصوراتهم النزيهة .فليعلم أنه كل من سولت له نفسه من جعل الإعلام مطية لأغراضه الشخصية إنه في الأخير مآله الكبوة و النزول .
فأي إعلامي يتخذ من النزاهة و الموضوعية شعارا يبقى في أعين الساكنة رجلا نزيها فمن يزغ عن هذه المبادء سيلبسون له جلبابا حقيرا لا يعدو إلا أن يكون أميا جاهلا رغم تمكنه من النحو و الصرف و التاريخ و الجغرافية و كل العلوم لأن الأصل في القضية هو النزاهة وخدمة ساكنة الجنوب الشرقي.... منبر جريدة ناس هيس تأسس في وقت مازالت شبكات التواصل الإجتماعي غير منتشرة بهذا الشكل الكثيف...
تأسست من طرف أناس بسطاء همهم الوحيد هو خدمة الجنوب الشرقي من حيث الإعلام و طرح أرضية لمن يتوفر على مواهب في الكتابات الصحفية و الثقافية و التاريخية ... هؤلاء المؤسسون بسطاء و لا تربطهم بالصحافة إلا الخير و الإحسان .. المدير التقني سعيد أغدير يتوفر على إجازة مهنية في التبريد الإصطناعي و يعمل في شركة الأشغال العمومية المتخصصة في إنجاز أشغال الطرق ، مديرها ما هو إلا مهاجر في الديار الفرنسية مهنته معلم حداد. لحام...
إلا أن الإصرار و العزيمة و الرغبة في إنجاح مشروع البوابة الأولى على الصعيد المحلي جعلهم يحققون مالم يستطع أصحاب الصرف و النحو تحقيقه... إستطاعوا أن يوفروا لأصحاب النحو و الصرف أرضية خصبة لكي يبرزوا مواهبهم في الكتابة و الصحافة ، وأصبح المتتبع للشأن المحلي يعرفهم و الفضل يعود بالدرجة الأولى إلى ناس هيس و مدراؤها لأن الهدف و الغاية عندهم هو فتح إشراقة جديدة و تحول جدري للحيف الإعلامي الذي يعاني منه الجنوب الشرقي ... هذا الهدف الذي بفضلهم تحقق، و الغريب في الأمر أنه لم يجنوا منه ولو درهم فالعكس فقد مولوا هذا المشروع الطموح الذي يعتبر اللبنة الأولى للإعلام المحلي من مالهم الخاص.
هم كثيرون من مروا كتاب و مشرفين في ناس هيس و بعد ذلك إلتحقوا بجرائد أخرى و اكتسبوا تجربة وخبرة مجانية في كيفية الإشراف على المواقع الإلكترونية و المونطاج و غير ذلك من الخبرات دون أن ننسى جانب المعارف و الشهرة التي اكتسبوها أصحاب النحو باسم جريدة ناس هيس جعلتهم في الريادة و أنكروا الجميل لصاحبة الفخامة و الشهامة ناس هيس، المشكلة ليست في الإنسحاب و الإلتحاق مع جرائد أخرى عندما يختلف الإثنان في خط التحرير، و إنما العيب كل العيب هو أن يوصف مسيري ناس هيس الأم الحاظنة لكل أبنائها من الجنوب الشرقي بالأميين و اليافعين و تحقيرهم في حياتهم الشخصية من طرف من يسمون أنفسهم خبراء في اللغة العربية . فنحن كمتتبعين للشأن المحلي في الجنوب الشرقي نستنكر هذه السلوكات التي تبين معدن الحقد و الأنانية المفرطة لدى أصحابها .
0 commentaires:
إرسال تعليق